واتهموهم بالتخطيط لضرب الاستقرار والوقيعة بين الجيش والشعب. وهو ما زاد من هوة الاختلاف بين رفقاء الكفاح ضد نظام مبارك. واتهمت القوى السياسية المناوئة للجيش جماعة "الإخوان المسلمون" بعقد صفقة مع الجيش للاستحواذ على السلطة بعدما أعلن داعية من الإخوان أنهم لن يفتحوا ملفات فساد الجيش مقابل استلامهم السلطة
وخاصة أيضا أن الإسلاميين في هذا الوقت كانوا يسيطرون على مجلس الشعب وقاموا حتى بمعاقبة النواب الذين اعترضوا على انتهاكات الجيش
حتى وأن بعضهم طالب في مرات كثيرة قوات الجيش والشرطة بفض المظاهرات والاعتصامات المناوئة للجيش
ورغم ذلك فقد لاقت الحملة نجاحا كبيرا واستطاعت الوصول إلى قلب المناطق الشعبية في القاهرة ومواطنيها الذين ينأون عادة عن المشاركة السياسية.
وبعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي – أول رئيس منتخب والعضو بجماعة "الإخوان المسلمون" – انقلبت الآية تماما وانهالت اللعنات من الجماعة وحلفائها من أحزاب الجماعات الإسلامية الأخرى على الجيش واتهموه بإفساد الحياة السياسية في البلاد. بيد أن الناشط السياسي ومؤسس حركة "كفاية" جورج إسحق لا يتفق مع هذا الرأي وقال لفرانس 24: "إن الجيش المصري مؤسسة وطنية خالصة وأن قيادته اختارت الوقوف بجانب الشعب والانصياع لإرادته في إبعاد محمد مرسي وجماعته عن الحكم بعد عام من المآسي وبعد خروجه بالملايين في الشوارع" وأضاف إسحق "على جماعة الإخوان التذكر جيدا من كان أول من باع الثورة وترك الميدان في 11 فبراير/شباط 2011 وذهب للتفاوض مع نظام مبارك ومن بعده مع المجلس العسكري بقيادة طنطاوي وعنان اللذين لقيا جزاءهما الذي يستحقان وهو الطرد على يد الرئيس مرسي بعد أن استولت الجماعة على السلطة"
الخبير في جماعات الإسلام السياسي، الباحث المغربي منتصر حمادة، يعتقد أن إعلان الإخوان عن إطلاق "عسكر كاذبون" هو نوع من الابتزاز للجيش، فالأخبار تأتي تباعا عن وجود مفاوضات سرية بين الطرفين للخروج من الأزمة وبالتالي فإن ذلك يعد ورقة مهمة في التفاوض والحصول على مكاسب وهو أمر نراه كثيرا في تاريخ الجماعة.
جورج إسحق شدد على أن الجيش المصري هو الدولة وليس النظام وأنه هو حجر الأساس للحفاظ على مصر ولهذا يجب وضع هذا الاختلاف في الاعتبار، وحمّل الانتهاكات التي قام بها الجيش قبل ذلك للقيادات القديمة وحيا موقف القيادات الجديدة في اتخاذها موقفا مساندا للشعب.
إلا أن حمادة يرى أن الإخوان المسلمون ارتكبوا أخطاء قاتلة ولم يتعلموا من النموذج النهضوي في تونس ولا من حكمة راشد الغنوشي، فالإخوان في مصر حاولوا تطبيق مشروع "التمكين" وحاولوا السيطرة على مفاصل الدولة عن طريق "أخونتها" ما استعدى عليهم عددا من القوى الإقليمية كدول الخليج التي رأت في نجاح العلاقة الإستراتيجية بين "الإخوان" والولايات المتحدة خطرا مستقبليا على استقرار عروشها، كما استعدى أيضا الجيش المصري والقوى الأمنية عليها فاستغلت الهبة الشعبية في التخلص من "الإخوان المسلمون".
أحد النشطاء في حركة "عسكر كاذبون" ، محمد نشأت، أبدى في مدونته استياءه من استغلال الإخوان لاسم الحركة في صراعها السياسي مع الجيش ووجه رسالة قوية لأفراد الجماعة قائلا: "بصدق .. عندما تنطقها (يسقط حكم العسكر) أجده امتهانا لكلمة مات هاتفا بها الشيخ عماد عفت وعلاء عبد الهادي [ضحايا سقطوا في المواجهات مع الجيش- فريق التحرير] وانتهك في سبيلها عرض فتيات مصر، فقل غيرها .. ناد بالشرعية أو بما شئت .. لكن لا تنطقها فهي أشرف منك. وعندما تطلق اليوم على معارضيك أنهم عبيد البيادة فلا عجب .. فأفصح ما تكون العاهرة إن تحدثت عن الشرف. فاختفِ من وجهي .. رجاء"