هل تناول اللحوم المطهيَّة يزيد من خطر الإصابة بالخرف؟

Admin عدد المساهمات : 591 تاريخ التسجيل : 01/11/2011

هل تناول اللحوم المطهيَّة يزيد من خطر الإصابة بالخرف؟

قام باحثون من كلِّية الطبِّ في إيكان وفي جامعة كونيتيكت بالولايات المتحدة، ومن جامعة بافيا في إيطاليا، ومن معهد جورج في أستراليا، بإجراء دراسةٍ توصَّلوا من خلالها إلى أنَّ تناولَ اللحوم المطهيَّة قد يزيد من الإصابة بالخرف.
أجرى هؤلاء الباحثون الأميركيون تجربةً على الفئران والبشر، وبحثوا فيما يُعرَف باسم النَّواتِج النِّهائية للارتباط المتقدِّم بالسكَّر، وفي مدى ارتباطها بحدوث الخرف والمتلازمة الأيضية أو الاستقلابيَّة (مجموعة من عوامِل الخطر المرتبطة بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية).
لقد وصفت النَّواتِج النِّهائية للارتباط المتقدِّم بالسكَّر باسم "الجزيئات المارِقَة". وهذه المركَّباتُ يمكن أن تسبِّبَ ضرراً على المستوى الخلوي، وتحديداً من خلال عملية تُسمَّى الأكسدة، والتي أفضل ما تُوصف بأنَّها شكلٌ من أشكال الصدأ البيولوجي.
يجري إنتاجُ النَّواتِج النِّهائية للارتباط المتقدِّم بالسكَّر بشكل طبيعي في الجسم، ولكنَّها توجد في الغذاء أيضاً. كما توجد في بعض الأطعمة أيضاً، مثل اللحوم والبيض، وتُنتَج عندَ اتباع بعض طرق الطهي، مثل الشَّوي والسلق والتحميص والقلي.
قام الباحثون بإجراء مقارنةٍ بين مجموعتين من الفئران: المجموعةُ الأولى جرى إعطاؤها غذاءً يحتوي على كمِّيات عالية من النَّواتِج النِّهائية للارتباط المتقدِّم بالسكَّر، بينما جرى إعطاءُ المجموعة الأخرى من الفئران غذاء يحتوي على كمِّية منخفضة من هذه النَّواتج. بالنسبة للفئران التي اتَّبعت نظاماً غذائياً يحتوي على كمِّية عالية من النَّواتِج النِّهائية للارتباط المتقدِّم بالسكَّر، حدث في أدمغتها تراكمٌ لمادة البروتين النشواني (أميلويد)، وهو أحدُ سِمات مرض ألزهايمر في البشر.
ظهر على الفئران، التي تناولت نظاماً غذائياً يحتوي على كمِّية عالية من النَّواتِج النِّهائية للارتباط المتقدِّم بالسكَّر، أعراضٌ مشابهة لمرض الزهايمر، مثل مشاكل التوازن والتناسق؛ كما ظهرت عليها تغيُّراتٌ أيضية أو استقلابيَّة أيضاً، وهي أحدُ سِمات متلازمة التمثيل الغذائي أو المتلازمة الاستقلابية لدى البشر.
ثمَّ قام الباحثون بدراسة 93 شخصاً تتراوح أعمارُهم ما بين 60 عاماً وأكثر. كانت المستوياتُ العالية للنَّواتِج النِّهائية للارتباط المتقدِّم بالسكَّر في الدم مرتبطةً بالتدهور المعرفي وانخفاض الاستجابة الأنسولين بعدَ تسعة أشهر. ولكن، لم يظهر على أيٍّ من هؤلاء الأشخاص الخرفُ أو المتلازمة الأيضية.
تشير النتائجُ عموماً إلى أنَّه قد تكون هناك صلةٌ بين النَّواتِج النِّهائية للارتباط المتقدِّم بالسكَّر والخرف والمتلازمة الأيضية، على الرغم من أنَّ الخبراءَ يقولون أنَّه لا توجد "إجاباتٌ قاطعة"؛ ولذلك، ينبغي الآن إجراءُ المزيد من الدراسات لإثبات ذلك.
المصدر:
الخدمات الصحية الوطنية البريطانية NHS